الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

عندما يولد جنين الأمل من رحم النسيان

>الأمل كلمة جامعة في معناها ، شاملة حينما نتأملها ، رحيمة عندما نستخدمها في أفعالنا
، كل هذه المعاني وكل هذه التفسيرات لابد لها من أشخاص ورجال يستخدمونها ويعملون بها حق الكلمة ، وحينما نقف مع أنفسنا وقفة حق ووقفة صدق ونحيد جانبا بعقولنا وأفكارنا النيرة عن ذوي النفوس الضعيفة , الذين يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء ، نرى أن ما تقوم به ما هو إلى مولود عظيم لمعنى كلمة أمل ، ليس وليد الصدفة وليس بمولود جديد ، إنما هو جنين طالما انتظرناه طويلا بين جنبات قلوبنا وعقولنا ننتظر أن يخرج من الأعماق، ما شهدته بلادنا العظيمة في هذه الأيام الكريمة والعظيمة بكل ما تحمله من معنى يجعل قلوبنا تتدفق شجنا وعيونا تمتلئ بالدموع فرحا وعزا وكرامة ، حينما نرى بأعيننا جنودنا البواسل يقفون وقفة رجل واحد وقلب واحد ويد واحدة أمام الأعداء بكل قوة وحزم ، ولو تخيلنا ما تردده قلوبهم نجد قول الشاعر (يـا بـائـع الأوطـان بيعـك خـاســـر ** بيع السفيه لمثلــه لا يشــرع ) وفي نفس اللحظة نجد في نفس الشهر جنودنا البواسل يقفون وقفة رجل واحد وقلب واحد ويد واحدة لمساعدة حجاج بيت الله الحرام ولكن في هذه المرة بكل رحمة ووفاء وإخلاص .. ويالها من مفارقة عظيمة هم نفس الجنود ونفس الرؤية والرسالة ونفس الأهداف ولكن الموقف مختلف ، فهناك رجال يستخدمون القوة والحزم للنيل من أعداء الوطن غير مبالين بأرواحهم لأنهم يعلمون جيدا أن الحرية تستحق الثمن الذي يدفع من أجلها ، ويدركون تماما أن من لم يحب صعود الجبال عاش ابد الدهر بين الحفر ، والآخرين من جنود الوطن يستخدمون الرحمة والوفاء ، لأنهم أيضا يعلمون انه قد يولد الحب بكلمة أوبفعل عظيم مثل خدمة حجاج بيت الله ولكنه لا يمكن أبداً أن يموت بكلمة حاقد على أمننا وعزتنا وقوتنا ، وهذا أن دل فإنما يدل على أن هناك قلب ملي بالمحبة وبالرحمة سواء استخدمت من أجل الحفاظ على حقوقنا أو من أجل الحفاظ على حقوق ضيوفنا .
ان للعظمة رجال خلقوا لكي يفنوا أعمارهم في سبيل الوفاء بعهودهم مع ربهم ومع أنفسهم ، فلنكن كل واحد منا هو هذا الرجل ، وليكن كل طفل من هو رجل المستقبل لهذا الوطن ، ولتكن كل أمرة هي أم لكل طفل ، وزوجة لكل شاب ، وجدة لكل رجل أفنى عمره في البحث عن الأمل مهما اختلفت معانيه ، ولنعلم جميعا انه من العظماء من يُشعر المرء في وجوده أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع في وجوده بأنهم عظماء ، ولأننا كالقمر كل منا له جانب مضيء وآخر مظلم .. فلنملأ قلوبنا بالأمل ونبيد ظلام القلوب ونحيي قلوبنا بالإخلاص والوفاء ولنحارب النسيان بكل معانيه ونحارب كل من يحاول أن ينسينا عظمتنا وننصح كل من يتناساه لنصل حقا في وقت قريب أن يولد جنين الأمل من رحم النسيان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق