الجمعة، 12 فبراير 2010

طوق نجاه



عندما خلف الله الأرض ومن عليها .. خلق الإنسان وكرمه.. وجعل العقيدة قاعدة فكرية يبني عليها الإنسان أفكاره، ويميّز بها الصواب من الخطأ ، وأدب الإنسان بخلق قويم يصعب على المفكرين والأدباء والمهتمين تحليله تحليلا رفيعا نظرا لما يحمله من آداب روحانية سماوية من رب العالمين .. فسلوك الإنسان سلوك فطري منذ ولادته وحتى مماته ، صراع دائم بين الخير والشر ، بين النجاح والإخفاق ، بين الصواب والخطأ ، سلوك يستجيب به الكائن الحي لدافع داخلي ، غريزة واستجابة معينة واضحة للعيان.
ولعل الاختلاف الهادف عن مفهوم السلوك الإنساني من باحث لآخر تزامنا مع التطورات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات وتزامنا مع صراع الحضارات وتقارب الثقافات ، يزيد من الأهمية البحثية في مقاومة الغرائز بشكل مفهوم ومدروس ، بأسلوب يجعل الإنسان ينظر للحياة بمنظور ايجابي ، يجعله يتخلى عن الصور السوداوية ذات الملامح الغليظة التي يرى بها الدنيا ، ومن ثم يبدأ رحلة الإبداع والتطوير بكل حماس وتحمل للمسئولية حتى يرى الحياة في أجمل صورها .
وعندما نتحدث عن مواجهة تلك الغرائز التي قد تضر بالإنسان متى استخدمت بشكل سلبي غير موجه ، كان من الأمانة العلمية أن نبحث عن الحلول البديلة ، وعن نظام للسلوك يُقوًم الفرد ، وإيمانا بالنظرية العلمية التي تشير إلى أن الإنسان يستطيع أن يستفيد اكبر قدر من العلم إذا راقب نفسه ، فكانت الحاجة في البحث عن سلوك يمكن أن يجد فيه الإنسان لذة في مراقبة نفسه ، فبرزت أهمية السلوك الرياضي ، ذلك السلوك الذي اعتبره طوق نجاه لكثير من البشر في مختلف الأعمار ، فالرياضة مجهود جسدي عظيم ومهارة تمارس بهدف الترفيه والمنافسة والمتعة والتميز وتطوير المهارات ، ولعل هذه الميزات الكثيرة تجعل من الرياضة درع واقي لكثير من الشباب الذين يبحثون عن كثير من الحلول لمواجهة الاكتئاب والضيق والغضب والفراغ والعدوانية ، تلك المميزات الرياضية تجعل منها وساما على صدورنا ، لما تحمله من ثقافة إبداعية حقيقية لمواجهة السلبيات المعاصرة ، والتي يظن البعض أنها أصبحت واقع لا يمكن أن يتغير.. فالرياضة هي الحل الذي ننظر إليه دائما في تفكيرنا بشكل سطحي على الرغم من نظر العظماء له أنه الحل الأقوم ، فالرياضة تساعد الإنسان عن الإقلاع من كثير من العادات السلبية التي تسيطر على فكره وعقله، كظاهرة التدخين الذي يقتل أبناءنا في كل دقيقة أمام أعيننا دون حل ..... فهل ليس من المخجل حقا التعثر مرتين في الحجر نفسه!! ؟
لقد حان الوقت أن نثق بأن الرياضة هي رائدة العقل والفكر، وصاحبة نظرية السعادة والفرح لدى الجميع دون استثناء ، واذا دعاك عقلك وفكرك للاختلاف معي فيما أطرح ، فما سر السعادة التي تنتاب الشعوب عند تفوقها رياضيا !؟ ، فإذا كان للانتماء دورا في هذا ، فالرياضة هي صانعة الانتماء ، ولذلك فعندما نهتم بغرز الثقافة الرياضية في حياتنا، وفي مدارسنا مع أبنائنا سوف تكون لها الأثر المميز على المدى البعيد ... فمن الحقائق العلمية التي اكتشفها الباحثين وأيدها العلماء أن الرياضة يمكنها أن تساعد الناس جسديا واجتماعيا وبيولوجيا"، ولابد أن ندرك بان الإنسان كالشمس إذا غربت من جهة تظهر في جهة أخرى .
وعندما نتلمس بفكرنا وقراءتنا عن تاريخ الرياضة ، نجد بأن هناك بعض الآثار تدل على أن العديد من الرياضات قد تم ممارستها منذ أقدم العصور، مثل الملعب الأولمبي باليونان، (عصور ما قبل التاريخ) وهذا يؤكد أن الرياضة وجدت مع وجود الإنسان، فالرياضة موجودة منذ العصور الأولى وكان لها فضل كبير على البشرية .
فحقا علينا الآن أن نُثمِن دور الرياضة ، وأن نُعطِيَها حقها المأمول من حيث الثقافة والممارسة ، وان نتحمل الكثير والكثير من أجل أن ننهض بجيل جديد يعرف قيمة ومكانة الرياضة .. تلك القيمة التي ستشبع رغباته الإبداعية في مختلف المجالات بعيدا عن الأمراض والأوهام ، دعونا نجعل من الرياضة طائر يقف على كل غصن يُجمِلهُ ، ويجعل منه صورة طبيعية نرسم بها ملامح السعادة لوطن يسعى بكامل طاقاته البشرية إلى التعزيز الإيجابي للأفراد ليكون مؤثر داخلي يبعث في النفس البشرية الارتياح ، ويُسهم في تحفيز طاقة الإنسان وجهده نحو الهدف بكل رغبة واقتناع .. فهل هناك عقل ناضج لا يريد طرق النجاة ؟ !! .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق