الثلاثاء، 31 يوليو 2012


اخصائي / محمد دهشان يونس
فن الحديث بين الشخصية والاسلوب !!

الحديث فن والفن لغة الحديث ،  وكلاهما يرتبط  بالآخر ، تلكم حقيقة لابد وان نضعها امام فكرنا وامام اذهاننا ، عندما نشعر لحظة باننا بحاجة لنفسح الطريق لعقولنا في  اختيار كلماتنا في التعامل مع الاخر  ، فالمنطق يقدم لك شخصيتك كاملة، واللسان يعبر عن شخصية المتحدث وما بداخله من سلوكيات،  وكثيراً ما نظلم اشخاصاً لمجرد حديثنا معهم والتعرف على طريقة كلامهم ومعاملاتهم .

قد لا احتاج وقتا كثيرا للتهيئة لعقلك حتى توافقني ما أقول ، فمع كل هذا الزحام الفكري والكلمات الرنانة التي نستوعبها رغم عنَا كل يوم وفي كل حديث وفي كل موقف من الاخرين،  يجعلنا دائما امام قضية لا يمكن وصفها الا بانها قضية فكر ، قضية عقل ، قضية أمل ، في ان نَبني عالم يخلوا من كلمات الاستفزاز وكلمات المراهنة على رفع معدل أمراض الضغط ، ويمحوا من ذاكرتنا معنى الرحمة والتآلف باختيار الاسلوب السحري الذي يُمتع الاخرين حين تتحدث به معهم ، ويعبر عم شخصيتك الحقيقة حين تصغى اذانهم اليك ، فأحْكَمُ الرِّجال.. من ظنَّ نفسَه أقلَّهُم حكمة ، فهنيئا لك يامن استطعت ان ترسم ابتسامة حب ووقار  وامل على وجه انسان من خلال حديثك ، وحقا قد لا يحتاج الامر منك الا ان تصدق نفسك بأنك تريد ان تُحسن اختيار كلماتك  ، فالأماني حلم في يقظة والمنايا يقظة من حلم ، فلتأخذ الحلم بنفسك وتفتش فيه داخل عقلك وتترجمه الى كلمات ينطق بها لسانك ، حتى لا تكون من بين الجاهلين الذين يعتقدون ان لهم كثيرا من الصداقات والاصدقاء ترحب بأسلوبهم وشخصيتهم  على ما هم فيه ، فمن الغباء الفكري ان تصدق ذلك ، فالجاهل عدو نفسه فكيف يكون صديق غيره .

اذا كنت تفكر في معنى اخر لكلمة انسان ، فأعلم انك سوف تجدها في اختيارك لكلماتك ، فالرجال والنساء كالأرقام ، قيمتهم عند مواضعهم . وقيمتك الحقيقة ان تُشعر الاخرين بوجودك ، ووجودك مرتبط بذوقك الرفيع ، وزوقك الرفيع يعلوا مع اختيارك لمواضيعك ، وتسموا مواضيعك من خلال لسانك وكلماتك الناطقة منه . ولا تكن الا نفسك ، وكن واثقا بها ولا تحملها ملا تطيق حتى لا ينطق لسانك بما لا ترضى وبما لا يعبر عن شخصيتك الحقيقة ، وكن حذرا في تكوين شخصيتك الحقيقة ولا تتنازل عن مبادئ قد تنجيك من الغرق في بحر بين امواج ثقيلة منها اللئيم والغني الحاقد والجاهل الرافض للعلم ، هؤلاء اللذين يُشكِلون مثلث الضمير المعدوم ، فلا تتهافَتْ على اللئيم فَتُتَّهَمَ في مروءَتِك، ولا على الغَنِيِّ فَتُتَّهَمَ في عفتك ولا على الجاهلِ فَتُتَّهَمَ في فِطْنَتِك .

وليس خطئك انك ولدت فقير الكلمات ، وانما العيب ان تموت فقيرا لنفس الكلمات ، ولا تخف من الخطأ لان الحياة تجارب ، فاذا أحس أحد انه لم يخطأ ابدا في حياته, فهذا يعني أنه لم يجرب أي جديد في حياته ، وقد استشعرت ما قرات بان هناك  أشياء في حياتك لا تفعلها فمنها فقد الثقة ونكث الوعد وتحطيم العلاقات وكسر القلب لأنها لا تحدث صوتا ولكنها تحدث الكثير من الألم ، وكل هذه الاشياء ترتبط بأسلوبك في التعامل والبحث عن البديل المتميز في علاقتك بالأخرين ، والطريق مفتوح امامك ، فالعالم يفسح الطريق للمرء الذى يعرف الى اين هو ذاهب فكن من المطيعون الاخيار في حياتك وتعاملاتك ، لأنك حتما سوف تطيع ولكن عليك ان تختار ،  فالأشرار يطيعون بدافع الخوف...والطيبون يطيعون بدافع الحب والاحترام والتقدير ... فهل لك من عقلك أي تفسير !!

فلتكن انت نفسك ، ولا تعبث بروحك ولا تقلل من نفسك ن فانت مخلوق مهذب ، وُلد ليحيى وسط اٌناس كثِيرون ، بينهم الاخيار وغيرهم ، فما عليك الا ان تفسح الطريق بعقلك لعقلك ، وان تبادر بتغيير منهج اخيارك لكلماتك ومواقفك مع الاخرين من وجهة نظرك انت فقط دون ان يستفزك الاخر ويفسح الطريق هو لنفسه للتغلب غليك !

بقلم / محمد دهشان يونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق