الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

فن الممكن


فن الممكن ..!!

 

بقلم محمد دهشان يونس

 --------------------------------
ان الادارة سلوك وظيفي نمطي ، يعتمد علي مراقبة آليات تنفيذ السياسات والإجراءات التي تم الإنفاق عليها من مجهود مؤسسيها ، فلذلك لا يمكن ان نصنف العمليات الإدارية علي أساس انها عمليات معقدة وغير قابلة للتنفيذ في كل الأحوال ، لان هذا الاعتقاد يضعف الفكر ويقلل من الإبداع ، ولكن المفترض والمنطقي ان تكون العملية الإدارية كإدارة هي ( فن المم...كن ) ، ولقد اخترت هذا التوصيف علي أساس ان كل الاجراءات  والعمليات هي موضوعة لاستكمال اعمال وليس لعرقلتها ، او عرقلة منفذيها .

قالت عالمة الأنثروبولوجي الاجتماعية (مارغريت ميد ) ذات مرة : ¹ليس هناك من شك أن مجموعة صغيرة تملك أفكاراً رائعة ، والتزاماً صادقاً بإمكانها تغيير العالم بأسره ⁄ . ولا عجب ، فالتغيير لا بد له أن يأتي من مكان ما، على يد شخص ما. فلماذا لا يكون هذا المكان، وذلك الشخص أنت شخصياً ؟ أنت تتفهم جيداً ضرورة وأهمية ما تفعله ، وأهمية التدريب ، والتعلم التي تساعد على فهم أعمق وأكبر للوظيفة الإدارية. وعلى ذلك ، فإن كل يوم جديد يحمل إليك فرصة جديدة وعظيمة لصنع فرق كبير في المؤسسة ، وخلال بيئة العمل التي تعيش فيها، ولا يهم إذا كنت تعمل بمكتب محلي صغير ، أو بمؤسسة عالمية مشهورة لها سمعة جيدة. فجميع محترفي الإدارة يسعون إلى تحمل المسؤوليات ، وإلى استغلال الفرص للتوجه نحو مستقبل شخصي ومنظم أفضل ، في خلال بيئة العمل ، أياً كانت تلك البيئة

احدى الدراسات التي أجراها كل من (ليون وهاوس ) عام 1970 دلت على أن المنظمات التي اعتمدت هذا المفهوم في قطاعات صناعة الأدوية والصناعات الكيماوية والآلات فاقت المنظمات الاخرى المماثلة التي تعتمد هذا المفهوم في مؤشرات المبيعات ومعدل العائد على رأس المال المملوك والعائد على الاسهم والعائد على رأس المال المستثمر.‏

وأكدت دراسة اخرى أجراها كل من (ايستلاك ومكدونالد) ان المنظمات التي استخدمت مفهوم التخطيط الاستراتيجي تميزت بمعدل نمو عال جداً في المبيعات والأموال. ودراسة اخرى قام بها كل من (كارجروواليك) أكدت أن المنظمات التي أخذت بمفهوم التخطيط الاستراتيجي فاقت المنظمات التي لم تأخذ بهذا المفهوم في ثلاثة عشر مؤشراً من مؤشرات الأداء للمنظمة .‏

 

تتفق معي حقا حينما نعترف بأنه مازال لفظ "المدير " لدينا يستعمل كمرادف للسلطة والهيمنة وهو مرادف عجيب للكلمة ، والأعجب منه أن يستخدم مع كلمة "مسئول " نفس المترادفات التي تعني الهيمنة والسلطة .. مع أن مسئول تعني أنه سوف يسأل عما يقوم به.. ومازال الكثير من المديرين يؤمنون بهذا.. لكني أعتقد أنك لا تحب هذا الكلام ؛ لذلك أدعوك إلى أن تنسى مرادفات الهيمنة والسلطة وتتذكر المرادف الوحيد الصحيح وهو "الرعاية " فكلكم راع ومسئول عن رعيته ، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

 

ولذلك فان اعتقادي الأمثل من وجهة نظري الإدارية ان المدير الناجح هو الذي يتعامل مع العمليات الإدارية بأكملها علي انها عمليات ممكنة بنسبة تصل الي ١٠٠٪ ، وان دوره فقط هو الإبداع في تنفيذها حسب الوضع الراهن والتوقيت المنفذة فيه ، وبالتالي سيكون المدير هو المايسترو لتلك المعزوفة الإدارية ، ومستوي فنه ومستوي أدائه هو من يقوده الي ادارة ( فن الممكن ) . .

وأستطيع ان اختم خاطرتي بقولي ، ان كل ما نملك من خبره لا يساوي شيئا عندما يصطدم بأسلوب ادارة مقتنع بان هناك مستحيل ، وليس مقتنع بان كل شيئ ممكن ...!!

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق