الخميس، 6 ديسمبر 2012

مبادري التطوع ... ولكم تحياتي !!


مبادري التطوع ... ولكم تحياتي !!
حينما تصدق المشاعر، وحينما يصدق القلب والعقل، وحينما تشرق شمس القلوب من جديد، عندئذ فقط يستطيع الإنسان أن يقول لك متطوع ولكم تحياتي ، سواء أفراد أو مؤسسات أو جمعيات ، عندها فقط نستشعر قيمة كلمة الشكر والتقدير التي وإن صدق القول باتت تندثر شيئا فشيئا في مجتمعاتنا العربية لكل من ينوي أو يقوم أو يشارك في الاعمال التطوعية  بشكل أشبه بالطاعون، كل منا أصبح يعتقد أن كل ما يقوم به المتطوعين حق مكتسب له فقط وليس للمجتمع ، وإن كان خدمة أو مجاملة أو عملا قام به أحد له، ولا يعتقد في لحظة انه وجب عليه الشكر والتقدير لهؤلاء المجموعة المتطوعة حتى ولو كان هناك أجر مادي على ذلك .

هذه ليست قصتي، إنما هي أمنيتي، قد نستطيع أن نبحر كثيرا في قيمة التطوع ونقول فيه أبياتا من الشعر، وكلمات من القلب، ونملأ صفحاتنا وعقول قرائنا بكثير من الكلمات الرقيقة لهذا الأمر، ولكن ليست هنا تكمن المشكلة، فالأساس هو القناعة الشخصية بأهمية العمل التطوعي بشكل عام وشكر نعمة الله علينا انه اعطانا الفكر والعقل للمضُي قدما في علاقتنا بالاعمال التطوعية ، فقد أجمع العلماء من خلال تجاربهم بنصيحة أراها صوابا للعقل والفكر والوجدان حينما قالوا «اجعل الشكر عادة تمارسها كل صباح، أن تبدأ بشكر الله، ثم تشكر الناس خلال ممارسة أعمالك اليومية لكل عمل أو تطوع يقدم لك أو لغيرك ، وخلال أيام قليلة ستشعر بقوة غريبة وجديدة من نوعها تسهل طريق النجاح لك».

يالقلمي أن يخجل مما يكتب، وأن تبتسم أنت أيضا تعجبا مما قرأت، لقد أجمع العلماء غير المسلمين على أهمية الشكر وتأثيره على النفس البشرية، في الوقت الذي تناسينا نحن أن الشكر أمر الهي من المولى عز وجل في كتابه الكريم، ولذلك قال تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).

وتأمل معي أيضا تلك الفوائد الطبية التي أكد عليها كثير من المختصين.. والتي أكدت أن مشاعر الامتنان وممارسة الشكر، تؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية في الجسم مثل مادة Dopamine ومادة Serotonin وهذه المواد تنطلق طبيعيا أثناء السعادة، ويقل إفراز هرمون الإجهاد Cortisol مما يؤدي لوقاية القلب من النوبات القلبية ومرض الأوعية القلبية.

تذكر أنه عندما تشتاق إليك الدنيا تفتح ذراعيها وتمطرك بأسرارها، ومصادر النجاح لك في الدنيا والآخرة، فها هي فرصة ذهبية أمامك لكي تعيد ترتيب أفكارك وأوراقك الفكرية الرابحة، لماذا تكون أنت الخاسر الأكبر.. مع العلم أنه يكفيك فقط أن تشير بالشكر والتقدير ولو بمجرد الابتسامة فقط للآخرين.. حينئذ ستشعر بالفارق الذي يجعلك الرابح الأكبر دوما.

ولعلني استعطفك الآن أن تحقق أمنيتي وتعيد قراءة هذه الكلمات، وبدلا أن تقرأها بعينيك استشعرها بقلبك ووجدانك لتعلم أهمية تلك النعمة الكريمة، ولا أجد الآن أمامي سوى أن أتركك بين تلك الكلمات لتبحر فيها كيفما تشاء.
ولكم تحياتي !.

محمد دهشان يونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق