السبت، 23 فبراير 2013

مملكة القراءة


مملكة القراءة
حينما يكون لك قلب ينبض فحتما انت بحاجة الى القراءة ، وحينما يكون لك عقل يفكر فأنت بحاجة الى القراءة ، وحينما يكون لك عَين ترى فأنت بحاجة الى القراءة ، وعندما يكون لك عُمر يمضي فأنت بحاجة الى القراءة ، وحينما تُكتب وتكون في تعداد الموتى فسيقرأ الآخرين ما قرأت وما دونت وما استنتجت .... هذه هي مملكة القراءة .

وحينما نمتثل لقول المولى عزوجل ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) نكون قد تفادينا العديد من النقاشات حول مفهوم القراءة خلقا وعلما ، وحقا قد اختصر ادوارد ليتّونكثير من العناء لتوصيل مفهوم ومكانة القراءة بقوله كن سيد الكتب لا عبدها، اقرأ لتعيش ولاتعش لتقرأ.
فالكتاب هوالمعلم الذي يعلم بلا عصا ولا كلمات ولا غضب.. بلا خبز ولا ماء ، إن دنوَت منه لاتجده نائم ،  وإن قصدته لا يختبئ منك، وإن أخطأت لا يوبخك   ، وإن أظهرت جهلك لا يسخرمنك .

فقط ما عليك هو ان تمتلك فنون ومهارة القراءة ولتعلم ان القراءة لها العديد من الاشكال ، فتختلف القراءة الاستكشافية التي تسعى من خلالها لمعرفة معلومة واحدة في وقت قصير عن تلك القراءة الدراسية التي تحاول ان تتفهم وتتمعن في حروفها قبل كلماتها وصفحاتها مرورا بجملها، لانها جزء اصيل من مدرستك أو دراستك .

ففن القراءة حب وموهبة ، يمكن ان تجعل صاحبها محلقا بين الادباء والمثقفين حالِ تميز في قراءة ما هو مفيد ونافع وفعال لعقله ووجدانه ، كما انها سلاح قوي للقضاء على صاحبها حال استسلامه لقراءة كل ما يضر ولا ينفع ويبسط فكر ضال لصاحبه ، وهذا ما قصده هنري فيلدينغ بقوله يمكن للكتب أن تفسدنا كما يفسدنا الصاحب . والكتاب الجيد يقرأ مرة في سن الشباب ومرة في سن النضج ومرة في سن الشيخوخة ، كالبناء الجميل يجب ان يشاهد فجرا وظهرا وتحت ضوء القمر  .

اننا حقا امام فرصة عظيمة قد لا تلوح في الخلد لاحقا ان لم نستغلها ايجابيا لما فيه نفع لعقولنا ، وهي ايمان دولتنا بمملكة القراءة والتثقيف ودورها في تعزيز مفهوم القراءة والكتابة والعلم بشكل عام ، وقد لا يختلف كثيرا احد على اننا نملك الان اكبر واوسع موسوعة قرائية كتابا ومعجما . والقراءة منبرا شامخا يحتاج منا الى اعادة نظر في تطبيقها فمن لا يقرأ شيئاً على الإطلاق أكثر ثقافة ممن يقرأ الصحف فقط .
وحتى لا تمر الايام وتمر الساعات ويشيب الرأس والعقل معا دون ان تلامس عقلك بكلمات وثقافات هادفة ومحفزة ، فعليك ان تعيد ترتيب أولوياتك التثقيفية ، وان تتخلى ولو بِعٌشر وقتك الالكتروني اليومي لصالح كتاب أو مقال جديد ، حتما في ذلك الوقت ستشعر بهذا الجمال الاخلاقي الذي ملأ قلبك وعقلك ووجدانك ـ وآثرت به من حولك وكنت خير من قرأ ( اقرا باسم ربك الذي خلق )  .  

 

بقلم : محمد دهشان يونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق